مشروعية الازمات في مواجهة وباء كورونا(COVID-19)

م. محمد نوري علي
قسم القانون
جامعة جيهان- اربيل

ان خضوع الافراد حكاما ومحكومين للقانون هو بالاساس تطبيق لمبدأ قانوني يعرف ب(مبدأالمشروعية Principle of legality). هذا المبدأ يستند ايضا الى مبدا اعم واشمل وهو ( سيادة القانونRule of Law). القرارت والاجراءات والاوامر الادارية التي تستخدمها السلطة التنفيذية يجب ان تصدر طبقا لمبدا المشروعية. إلا انه في بعض الحالات قد تخرج السلطة التنفيذية عن حدود هذا المبدأ لمواجهة ظرف استثنائي طارئ وهذا ما يسمى ب( مشروعية الازمات).

لذلك, ان ما تقوم به السلطة التنفيذية في اقليم كوردستان - العراق من خلال اجهزتها الادارية والامنية التابعة لها من اتخاذ اجراءات معينة متمثلة (بحظر التجوال وغلق المحلات ومنع الافراد من التواجد في الاماكن العامة...الخ) ,ما هي إلا قرارات ادارية ضبطية تأتي استجابة لواجب المحافظة على النظام العام لمواجهة هذا الظرف الاستثنائي المتمثل بوباء كورونا. المقصود بالنظام العام هو مبادئ جوهرية تتعلق بحقوق المجتمع العليا والتي تعتبر المصلحة العامة اهم ركائزها , وهذا المبادى لا تتحقق إلا من خلال الحفاظ على عناصره الثلاث المتمثلة (بالامن العام والصحة العامة والسكينة العامة). الحفاظ على الصحة العامة هو واجب يقع على عاتق السلطة التنفيذية, سواء في الظروف العادية او الاستثنائية.

وباء كورونا الذي يعتبر ظرف استثنائي قد فرض على الاجهزة التنفيذية الاستنفار الكامل باجهزتها الامنية وكوادرها الصحية ان تواجه هذا الظرف بشتى الوسائل المتاحة نظرا لخطورته على الانسانية جمعاء. هذا الوباء الذي اعاد التوازنات وخلط الاوراق وادخل العالم جميعا دولا ومؤسسات ومنظمات دولية وجمعيات وافراد..الخ في حالة من الرعب والفزع, واصبحت المدن خاوية على عروشها. لذلك, مبدا المشروعية انقلب الى مشروعية الازمات, واصبح الحفاظ على الصحة العامة هو المبدا الاول والغاية الرئيسية الى جانب العناصر الاخرى.

لكن لايمكن ان للاجهزة التنفيذية في الاقليم ان تقوم بهذه الواجبات لوحدها الا اذا وجد تعاون من قبل الناس. عندما تتجاوز السلطة التنفيذية مبدأ المشروعية هو لتحقيق غاية جوهرية وهي الحفاظ على المصالح العليا, وهي مصلحة الافراد, والتي هي فوق القانون لان الغرض من تشريع القوانين هو لحماية مصالح الناس وتنظيم حياتهم.

وخلاصة القول , ان هذا الظرف الاستثنائي يبرر للجهات التنفيذية استخدام كافة الوسائل المتاحة لتحقيق المصالح العليا وهي الحفاظ على سلامة المواطن من هذا الوباء.

وبالتالي, يتوجب على المواطنين كافة تفهم حجم هذا الخطر وان الأ جهزة التنفيذية لا تريد من هذه الإجراءات سوى سلامة المجتمع, واننا نهيب وندعوا بالمواطنين الكرام ان يكونو على قدر المسؤولية ريثما ينجلي هذا الوباء.

نسأل الله السلامة للجميع....ودمتم بخير