آن الاوان للتركيز على العمل المستقل في ظل ازمة كورونا فايروس

من هو الفريلانسر ؟

هو الشخص الذي يعمل بصورة مستقلة وباعتماد ذاتي على مهاراته وامكانياته, ويعمل من اي مكان وفي اي وقت يريد.

وهو مصطلح واسع الشمول اذا لم يتم تحديده بشكل دقيق.

فالشخص الذي لديه شركة يُعتبر مستقل لانه غير محكوم بقوانين او واجبات رسمية من جهة أعلى.

والشخص اللذي لديه حرفة او مهنة حرة مثل الصباغ والنجار والحلاق .... الخ, أيضاً يعتبر مستقل لانه يعمل وقتما يريد وأينما يريد.

ولكن ما أقصده هنا في مقالتي التركيز على المستقل الذي يعمل عبر الانترنت نتيجة امتلاكه مهارات مميزة تمكنه من الحصول على صفقات عمل عبر الانترنت.

وتتدرج مهارات المستقل من النادرة والصعبة جدا مثل البرمجة وانشاء المواقع وصيانة الالكترونيات عن بُعد الى الاسهل نسبياً مثل طباعة النصوص على برنامج الوورد.

ولكن لا بد من معرفة ان مستوى الصعوبة أو السهولة في المهارة التي يمتلكها المستقل لها علاقة وثيقة بمستوى الاجر الذي يحصل عليه وفرص العمل المتاحة له.

فكلما كان لدى المستقل مهارات ومعرفة نادرة وتتميز بالصعوبة نسبياً (أي لا يوجد الكثير من الاشخاص الذين لديهم هذه المهارة لصعوبة تعلمها) يكون الأجر اعلى والشروط التي يضعها المستقل اكثر.

مثلاً: اجور تصميم وأنشاء مواقع الكترونية تتراوح الاجور بين 1000$ – 5000$ حسب مواصفات الموقع, وهناك اسعار أقل او أكثر حسب المواصفات والاهمية والخصوصية, ولكن المدى المعقول هو ماذكرناه آنفاً.

والفترة المطلوبة لاكمال العمل تتراوح بين شهر وستة أشهر نظراً لدقة العمل وأهمية الاتقان فيه.

والسبب في ذلك, ان عند عرض هكذا مشاريع, يكون عدد المتقدمين لقبول العمل مه توفر المؤهلات المطلوبة فيه قليل جداً, وبالتالي يكون اختيار المستقل من بين نماذج محدودة وبالتالي بما أن عرض القوى العاملة أقل من الطلب عليها تكون الاجور أعلى ويستطيع المستقل فرض الاجر الذي يريده.

أما بالنسبة للمهارات البسيطة نسبياً التي لا تتطلب مهارات نادرة او متخصصة مثل طباعة النصوص على ملف وورد, تكون الاجور قليلة ويمكن أن تبدأ من سعر 5$ فأكثر حسب كمية العمل ووقت التسليم حيث غالباً ما يكون وقت تنفيذ العمل المطلوب قصير جدا مثل نفس اليوم او يومين وهكذا.

ولقد ظهر العمل المستقل قبل عشرات السنين في الدول المتطورة, والى الان لم يتم الاهتمام والتركيز على هكذا نوع من الاعمال في الوطن العربي عامة وفي العراق بشكل خاص.

ولكن ظهرت اهمية وجدية العمل كمستقل عن بعد بشكل حقيقي في هذه الازمة الراهنة لكورونا فايروس, حيث يمكن توظيف المستقلين عن بعد وتكليفهم بأنجاز المهام مقابل الدفع الكترونياً.

وحتى الموظفين العاديين اضطروا للعمل وتعلم مهارات تنفيذ وتسليم العمل عن بعد, ولم يكن لديهم هذه الفرصة من قبل لولا هذه الازمة التي اضطرت الجميع لتعلم مهارات ادارة عملهم عن بعد نتيجة التباعد الاجتماعي.

وختاماً: انصح جميع الشباب أن لا ينتظروا التعيين الحكومي الذي ربما لن تأتي فرصته ابداً, والاعتماد على انفسهم واكتساب مهارات نوعية تؤهلهم للعمل كمستقل, وكلما بذلوا جهوداً حقيقية في تعلم مهارات نادرة, أصبح من السهل عليهم لاحقاً الحصول على فرص بأجور عالية ولا سيما ان هذا النوع من الاعمال يعتمد على تقييم وآراء اصحاب المشاريع المعروضة.