التأثيرات السلبية والايجابية لفيروس كورونا المستجد على الشركات العالمية

م. م بشرى علي زينل
قسم
أدارة الاعمال
جامعة جيهان-أربيل

تأثرت الشركات العالمية بفيروس كورونا المستجد بطرق متعددة فمنها من عانت من خسائر كبيرة جدأ ومنها من حققت انتعاشاً بسبب تفشي الفيروس، التـأثيرات السلبية تضمنت المخاوف المسيطرة بشكل كبيرعلى حملة الاسهم للشركات بسبب الانخفاض الكبير لاسعار الاسهم الذي يعد الاكبر منذ الازمة المالية العالمية عام 2008، وقد سجلت اسواق المال في دول الخليج مثلاً خسائر كبرى بسبب الانخفاض الكارثي لاسعار النفط الخام.

وقد استفادت بعض شركات الادوية والمستلزمات الطبية من حالة الهلع المسيطرة على الناس من الفيروس مما سبب ارتفاع كبير جدا لاسعار الاقنعة الواقية ومواد التطهير والتعقيم ومنتجات التنظيف، اذ شهدت اسهم شركة كلوروكس للتعقيم والمنظفات ارتفاعاً كبيراً .كما زادت مبيعات اجهزة قياس درجة الحرارة بشكل خيالي بسبب اسراع السلطات في معظم دول العالم على اقتناءها لغرض قياس درجة الحرارة للعائدين من الخارج او المسافرين ما بين المدن كفحص مبدئي للفيروس، على الرغم من التصريحات المتكررة من جهات طبية عالمية بعدم فعالية الفحص بالنسبة للافراد الحاملين للفيروس ولم تظهر عليهم اعراض المرض. في نفس الوقت قامت بعض الشركات باستثمار تفشي المرض لصالحها من امثلتها شركة كوكل التي قامت بتوفير حزمة جي سوت لمساعدة الشركات والافراد للعمل عن بعد، من ضمن الحزم المتوفرة الحزمة التعليمية التي تتضمن Hangout meet و google classroom ، بالاضافة الى للقطاع التعليمي قدمت كوكل دعمها للشركات اذ قامت معظم الشركات بتعديل سياساتها لتناسب العمل عن بعد والحد من انتشار الفيروس بالاضافة الى امكانية الوصول المجاني لخدمة المؤتمرات الفيديوية من خلال hang out meet ، في حين بادرت شركة مايكروسوفت الى تحويل مؤتمرها السنوي الذي من المقرر عقده في شهر مايو القادم الى مؤتمر رقمي.

كما واثرت قيود السفر والحجر الصحي على مئات الملايين من العاملين في مصانع الشركات العالمية العاملة في الصين بحيث اصبحت تفتقر إلى العمالة وقطع الغيار اللازمة، مما أدى إلى تعطيل سلاسل التجهيز على نطاق العالم .وانخفضت أسعار السلع الأساسية نتيجة لانخفاض استهلاك الصين من المواد الخام مما دفع المصنعين الى خفض معدلات الانتاج بشكل كبير، وقد أدى تعطل الحركة والتنقل مابين المدن بسبب الحجر الصحي إلى انخفاض ملحوظ في الاستهلاك الصيني على نطاق العالم، مما شكل ضغطاً على الشركات متعددة الجنسيات في العديد من القطاعات بما في ذلك الطيران والتعليم في الخارج والبنية التحتية والسياحة والترفيه والضيافة والإلكترونيات والسلع الاستهلاكية والكماليات، وقد قدمت معظم الشركات التكنولوجية العالمية تنازلات كبيرة للمستهلك لم يسبق لها مثيل ومن ضمنها مايكروسوفت اذ خفضت بشكل كبيراسعاربرامجها.اما فيما يتعلق بالشركات التقنية العالمية الكبرى امثال ألفا بيت ومايكروسوفت وأبل وامازون فقد تكبدت كل منها خسائر كبرى تقدر بالمليارات بسبب المخاوف من وباء كورونا.