تأثير فيروس كورونا المستجد (COVID-19) على الاقتصاد العراقي
م. م بشرى علي زينل
قسم أدارة الاعمال
جامعة جيهان-أربيل
مع انتشار فيروس كورونا المستجد وظهور العديد من التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي. يعد العراق من ضمن اكثر الدول التي من المتوقع ان تؤثر عليها ازمة كورونا الحالية خصوصاً وان معظم عائدات الاقتصاد العراقي تعتمد على النفط كمورد اساسي، بالاضافة الى الاعتماد على الكبير على الصين لاستيراد النفط العراقي اذ تعد ثاني المستوردين للنفط العراقي بعد الهند، ظهرفيروس كورنا المستجد في شهر كانون الاول 2019 واعلنت بعد ذلك منظمة الصحة العالمية في اذار 2020 الفيروس كوباء عالمي. اوفقت معظم الدول تعاملاتها التجارية مع الصين مما اثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي .وادى تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين الى تأثيرات سلبية كثيرة على الاقتصاد الصيني ، اذ اتجهت اغلب جهود الدولة الى مواجهة الخطر المحدق المتمثل بالفيروس المستجد من خلال تمويل القطاع الصحي وبناء مستشفيات مؤقتة نجحت من خلالها الصين في مواجهة الفيروس وتقليل معدل الاصابات بل وجعلتها شبه منعدمة في اواخر شهر أذار2020، مما اثر بشكل كبير على حجم طلب الصين للنفط العراقي بشكل خاص والاقتصاد العراقي بشكل عام . فقد بلغ سعر تداول خام برنت بتاريخ 26-3-2020 ادنى مستوياته بمقدار 26.78 $ ،بالاضافة الى اعتماد جزء كبير من اقتصاد العراق على السياحة الدينية التي توقفت بشكل تام بسبب قيام الحكومة العراقية بفرض حظر للتجوال وايقاف المدارس والجامعات والابقاء فقط على الدوائر الامنية بالاضافة الى 50% فقط من العدد الكلي لموظفي دوائر الدولة الحيوية كالمنشآت الصحية والدوائر الخدمية، مما ادى تقريبا الى شل حركة السوق بالاضافة الى عدم وجود منصات الكترونية افتراضية تعتمد عليها دوائر الدولة او القطاع الخاص كتعويض عن توقف معظم دوائر الدولة والاسواق المحلية عن العمل، والدليل على ذلك كون العراق حصل في العام 2018 على المركز 155 من اصل 197 في تطوير حكومتها الالكترونية .
معضلة اخرى يواجهها الاقتصاد العراقي بسبب فيروس كورونا المستجد بسبب تصميم موازنة العراق على اساس كون سعر النفط 55$ والاسعار الحالية للنفط العراقي تعد اقل من 30$ مما سيسبب عجزأ كبيراً في الموزانة يتطلب من الدولة اتخاذ اجراءات كفيلة بايجاد حلول مؤقتة على الاقل لمواجهة الازمة الحالية.
واخيراً، الاقتصاد العراقي يعد اقتصاد استهلاكي بمعظمه بمعنى ان اغلب المنتجات المتوفرة في الاسواق تعتمد على الاستيراد من الخارج ومن دول الجوار خصوصاً كتركيا وايران وغيرها، ويتوقع ان يحدث ذلك تأثيرات سلبية بسبب غلق الحدود وايقاف حركة الطيران والشحن مع اغلب الدول، ممايستوجب ايجاد حلول عاجلة تساعد في سد النقص الحاصل من حاجات الفرد العراقي اليومية.