دور القيادات الإدارية في رسم الاستراتيجيات المستقبلية مقابل صحة وأمان المجتمع
د. سمير صلاح الدين
قسم الإدارة العامة
جامعة جيهان -أربيل
لقد بات من الضروري أن تقوم القيادات الإدارية بمراجعة استراتيجياتها المرسومة إزاء السياسة العامة. وثمة تهديدان خطيرين جدا تواجهها المجتمعات في المستقبل القادم، اولهما: تهديد صحة المجتمع ، وثانيهما: أمن المجتمع. وجاء في قول نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نعمتان يجهلهما الإنسان الصحة والأمان. وها نحن غالبية القيادات الإدارية أهملت صحة وأمن مجتمعاتها وهذا واقع نراه الآن ونعيشه في القصور، والتخوف من جائحة كورونا نتيجة قصور الامكانات ولوازم مكافحتها.
كل رواد الفكر الإداري المالي أكدوا من خلال كتاباتهم حول أولوية الإنفاق على الضروريات قبل الإنفاق على الكماليات ومشاريع الترفيه. فغالبية الدول العربية وخاصة دول الخليج انفقت المليارات على مشاريع المنتجعات السياحية وبرامج الترفيه يتوقعوا إن هذا هو الرقي والتقدم. فما فائدتها الآن إذا المجتمع مريض و يواجه تهديد من جائحة تجتاح العالم بأقصى سرعة، والمنتجعات فارغة لا سياحة ولا مردود مادي من كل هذه المشارع في ظل هذه الظروف. ومن الضروري من الآن إنشاء مستشفيات تستوعب مصابين على مستوى جائحة كجائحة كورونا.
اما التهديد الثاني القادم هو تهديد الحرب النووية. ولقد أنشأت دولة السويد ملاجي ضد الضربة النووية تسع عدد سكانها الذي تعدداه (12) مليون نسمة ، وتم انجازها بالكامل عام 2002. إنشاء ملاجي ضد الضربة النووية.
وهنا يتبادر لنا السؤال ماهي تجهيزات وتحضيرات البلاد العربية لهذا الخطر وهي منطقة صراع. جاء الوقت للتخلي عن العقلية الربحية التجارية وآن الأوان في التفكير بالربح الإنساني في توفير الأمان الإنساني وفعلا صحة المقولة بأن ليس كل مدير أو رئيس هو قائد إداري بينما كل قائد إداري هو مدير بالضرورة.