الوعي الاجتماعي وجائحة كورونا

م.م.ليلى عيسى ابوالقاسم
قسم القانون
جامعة جيهان – اربيل

يُعرف المجتمع بأنّه نسيج اجتماعي من صُنع الإنسان، ويتكوّن من مجموعة من النّظم والقوانين التي تُحدّد المعايير الاجتماعية التي تترتّب على أفراد هذا المجتمع، بالإضافة إلى ذلك يَعتمد المجتمع على أفراده ليبقى متماسكاً، فمن دون الأفراد تنهار المجتمعات وتنعدم، ويتأثر الفرد بالمجتمع كما يتأثّر المجتمع بالفرد، فإذا كان المجتمع يعاني من تفشّي أي ظاهرة اجتماعية معينة، فسوف يتأثّر أفراد هذا المجتمع سلباً نتيجةً لهذه الظاهرة. اما إذا اجتاحت المجتمع جائحة كجائحة "فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)" الذي يواصل انتشاره العالمي بعدد إصابات تجاوزت حول العالم إلى أكثر من 788 ألف حالة حتى اللحظة، وتجاوز عدد الوفيات 37 ألف. ، وبينما تسخر حكومات العالم أجمع جميع جهودها وإمكانياتها لوقف الانتشار المدمر لهذه الجائحة. إلا أنها تعقد آمالها ووقف انتشارها على وعي المجتمع بخطورتها ،والمشاركة الفعالة في جهود مواجهتها بوصفه العامل الحاسم والأكثر تأثيراً في محاربة هذه الجائحة والانتصار عليها، وذلك من خلال التزام أفراد المجتمع والفئات المجتمعية الصارم بالإجراءات الوقائية الصادرة عن الحكومة، لا سيما ما يتعلق منها بتقييد الحركة والعزل الصحي والبقاء في المنازل ومنع التجمعات والاختلاط بين البشر، باعتباره الإجراء الدفاعي الأهم حتى الآن لمنع انتشار الجائحة إلى حين تطوير العلاجات اللازمة للقضاء عليها.

ولقد اثبتت التدابير الاحترازية والاجراءات والوقائية لمواجهة هذه الجائحة نجاعتها باعتمادها على وعي المجتمع، حيث أن المجتمع الواعي بخطورة الجائحة والملتزم بالتدابير و الاجراءات التي أقرتها الحكومة هي المجتمعات الأقل انتشارا وتأثرا بجائحة كورونا.

إن الوعي الاجتماعي هو خط الدفاع الأول والأمامي لصد هجوم جائحة كورونا، وتأتي بعدها الإمكانات المادية والتي تتمثل في رصد الأموال وتوفير المستلزمات الصحية و الغذائية، فانتشارها وعدمها يعتمد على وعي المجتمع ومساهمة كل مؤسساته في نشر الوعي المجتمعي واهميته.

ويحظى المجتمع في اقليم كوردستان بارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بها، ويبدوا واضحا في سلوك المجتمع الناضج وتعامله الواعي مع أزمة جائحة كورونا المستجد، فالوعي هو الذي يخلق الالتزام ، وهو جوهر المسؤولية ،رغم أنها أقل تأثرا بالفيروس مقارنة بالمحافظات العراقية الأخرى، بل بالمقارنة بالدول التي لها الامكانات الميزانيات المستقلة التي بإمكانها رصدها لمواجهة هذه الجائحة. وكما يحظى مجتمع إقليم كوردستان بقيادات حكيمة ورشيدة الهمت المجتمع بعملها الدؤوب وحرصها على صحة وأمن المجتمع.