رُبَّ ضــارةٍ نـافـعــة

د.موفق احمد علي
قسم العلوم المالية والمصرفية

جامعة جيهان – اربيل

معظمنا يعلم او سمع بقصة السفينة التي غرقت ومات كل ركابها ونجى شخص واحد منها ووصل الى جزيرة ليس فيها أحد سواه وكيف نجاه الله بعد احداث ضارة حدثت معه.

هذه القصة المعروفة تبين لنا ان الانسان لا يعلم نتائج ما قدره الله له والخير الذي يحصل عليه بعد المصيبة او الضائقة او المحنة.

نحن جميعا اليوم ننظر الى جائحة او وباء فايروس كورونا (Covid-19)بانه وباء ومحنة تمر بالبشرية بأضرارها الهائلة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا، فضلا عن ضررها الصحي الكبير والذي اودى بحياة الكثير. ولكن لا ننسى بأن ما نمر به له أيضا نتائج وانعكاسات إيجابية في ذات المجالات أعلاه، الاقتصادية والاجتماعية والصحية والسلوكية وغيرها، فهناك تحسن في البيئة ونقص التلوث وتقلص في فتحة الاوزون والنتائج الايجابية لذلك.

كما ان (وهو الأهم) الناس بدأوا يطلعون ويهتمون بالثقافة الصحية وانماط الحياة السليمة والانعكاسات الاجتماعية والثقافية واهمية النظافة واتباع الإجراءات الصحية السليمة وكلها لها أثر إيجابي في السلوك البشري للأفراد.

أتمنى ان تكون هذه المحنة البشرية قد أعطت دروسها للناس في أهمية ما يأتي:

  • التعاون البشري بين مختلف الشعوب من اجل مصلحة الجميع.

  • الابتعاد عن اثارة الفتن والحروب والمنافسة غير الشريفة في الحياة بكافة مجالاتها المختلفة.

  • الاستمرار باعتماد سلوك الوقاية والنظافة في الحياة الفردية للأشخاص وتربية الأجيال الجديدة عليها.

  • إعطاء الأهمية المتوازنة لكافة قطاعات الاعمال في مجال الصحة والاقتصاد وغيرها.

  • أهمية إيجاد وتعلم بدائل الحياة المختلفة وتسخير التكنولوجيا والبحث العلمي في كافة المجالات وإعطاء الدور الأساسي للتعليم في كافة مراحله لان الجهل هو الافة الكبرى في المجتمعات.


(فعسى ان تكرهوا شيئًا ويجعلُ اللهُ فيهِ خيرًا كثيرًا)

ادام الله عليكم نعمة الصحة والعافية ودمتم سالمين.