كتبه / د. قيس عبدالله نجيم
قسم التغذية
جامعة جيهان – اربيل
منذ انتشار وباء فيروس كرونا المستجد في شهر ديسمبر من العام الماضي 2019 , وكما يسمى اليوم (كوفيد 19) تناول كلا من المجتمع العلمي والمجتمع الاعلامي الموضوع بهمه عالية جدا .
ولا يوجد ادني شك ان كل العلماء وطلبة العلم في كل دول العالم خاصة من لهم علاقة في جانب الطب والصحة وعلوم الاحياء المجهرية والأدوية بذلوا ويبذلون قصارى جهودهم ويسابقوا الزمن لمكافحة الوباء والحد من انتشاره وايجاد علاج له .
يساندهم حكومات وشركات وجهات عديده جدا تعبت وتحملت الكثير لتعزيز جهود العلماء في مكافحة هذا الوباء والحد منه وهنا لابد من الاشارة الى الجهود الاعلامية الجبارة التي توقدت شرارتها منذ اول اللحظات للوباء وعبر كل وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وكذلك كل وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجي والتطبيقات الالكترونية وفي كل مكان من العالم .
هنا لابد من شكر وتقدير وعرفان لجهود الاعلام والتوعية التي وصلت لكل الناس وهذا واجب وطني وانساني تم تغطيته بنجاح عالي ومهني , لكنني اود ولست الوحيد الذي يرى ان جانب من الاعلام كان سبب بث الرعب والاشاعات وزاد معدلات الخوف بشكل غير مسبوق وهذا كان له تأثير سيء جدا وسلبي من جميع الجوانب , وقد حدث ذلك لعدة اسباب خاصة من وسائل التواصل الاجتماعي التي كما هو حالها بدون رقيب يتم فيها نشر كل شيء بدون تدقيق ولا فحص للتأكد من المصدر وصحة المعلومات او المحتوى وللأسف الشديد ان بعض الاعلاميين والصحفيين ايضا ربما لم يراعوا المهنية والنزاهة في عملهم لسبب او لآخر مثل السبق الصحفي او التنافس او غير ذلك من الاسباب .
وما اود توضيحه هنا ان الامراض المعدية تنتشر بين البشر لتشكل خطرا على الانسانية جمعاء ولهذا علميا وعملي يجب على كل دولة او جهة تريد التعامل مع هذا الخطر تطبيق مبادئ نظام تحليل المخاطر Risk Analysis والذي له 3 مبادئ أساسية هي : توصيف المخاطر وتقييمها ودراستها من قبل العلماء والمتخصصين , والمبدئ الثاني اتصالات المخاطر يقوم بها جهات اعلامية متخصصة تتلقى معلوماتها من الخبراء والمختصين وتعيد صياغتها عبر توجيهات وتعليمات واضحه من , الجهة الثالثة وهو الجهات العليا و يقومون بإدارة المخاطر واتخاذ القرارات السليمة او المناسبة للمرحلة بناءا على المعطيات والمستجدات.
في الحقيقة ان بعض الدول قامت بذلك بشكل فعال جدا في حين ان النظام العالمي ككل فشل في ادارة الازمة في بعض النواحي ومنها الجانب الاعلامي ولذا نتمنى ان يكون هنالك توجه واضح للإعلام في نشر الوعي الصحي والعمل على ايصال المعلومات الحقيقة في الوقت المناسب وللأشخاص المعنيين كل بحسب ما نريد ان نوصل اليه من معلومة. حيث انه الى هذه اللحظة بحسب الاحصائيات المتوفرة ان عدد الاصابات في العالم قارب على 400 الف شخص وتوفي ما يقارب من 17 الف شخص وتعافى ما يقارب 100 الف مصاب طبعا الارقام والنسب والاحصائيات تتفاوت من دوله الى اخرى حسب الرعاية الصحية , لذلك يجب على الجميع حشد كافة الجهود من حيث :
اولا : العمل بجهد اكبر لوقف الانتشار بكل الطرق عبر محاصرة وكسر سلاسل انتشار العدوى وتطبيق معايير النظافة الشخصية وتعليمات السلامة والامان وهذا قائم فعلا ويحتاج تعزيز وتدعيم
ثانيا : الوقاية من الاصابة وتعزيز نظام المناعة لدى عامة الناس من خلال الممارسات الصحية والتغذية السليمة ووقف السلبيات بكل اشكالها
ثالثا : دعم جهود القطاع الصحي بكل جهد مادي ومعنوي وتطوعي للإسراع في معالجة المصابين , وتقديم الرعاية الصحية لهم , والبحث عن حلول علاجية ولقاح للفيروس .
رابعا : العمل التعاوني والمجتمعي للتخفيف من الاثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي خلفها هذا الوباء على كل دول العالم كلا بحسب خطط العمل المناسبة لذلك .
ختاما يمكن تلخيص ما يلي وباء فيروس كرونا المستجد لم ولن يكون المرض المعدي الذي يهدد البشرية ولهذا يجب على كل دولة على حدة ودول العالم كلها مجتمعة ان تعمل بنظام موحد لتحليل المخاطر وادارتها بنظام علمي ومعرفي سليم بعيدا عن المماحكات السياسية والتنافس والتهم التي انتشرت وساعدت في بث الرعب والخوف والتشكيك بين الناس في حين ان الانسانية تحتاج للتعاون والتكاتف للتغلب على هذه الازمات والحد منها وتقليل اضرارها على البشرية من جميع النواحي .