مراحل صراع العراق مع جائحة كورونا

د. قصي حميد السلامي
قسم أدارة الإعمال
جامعة جيهان – اربيل

لقد عاش العراق سنوات طويله من المعاناه التي تكبدها هذا الشعب واليوم يواجه أزمه تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والذي ظهر في الصين ثم إنتقل إلى منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد في إيران وبدا يهدد دول العالم جميعاً.

حسب التقارير التي نشرت على الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية (World Health Organization) ، أكدت أن البداية الفعلية لانتشار المرض في العراق في 25 شباط 2020، والتي أكدتها وزارة الصحة العراقية وأن سببها جاء عن طريق طالب دين أيراني الجنسية يدرس في النجف الأشرف، ولتفادي أنتشار هذا المرض أصدر العراق العديد من القرارات ولا سيما أقليم كوردستان لتطبيق الضبط الإداري لمنع والحد من انتشار هذا الوباء على مستوى الدولة، أهمها إيقاف جميع الرحلات الجوية من وإلى الدول التي انتشر فيه الفيروس بشكل كبير، تعطيل الدوام في المؤسسات الحكومية والاهلية، إيقاف المؤتمرات والمعارض، منع التجمعات في الملاعب، الحجر الصحي للمصابين أو المشتبه بإصابتهم، وذلك لإعطاء المجال للجنة خلية الأزمة من ممارسة مهامها بشكل مرن في مواجهة هذا الخطر وفق الامكانات المتاحة.1

أما الإنتكاسة الحقيقية لإنتشار المرض في العراق بشكل متسارع فقد بدءت بعد 17 مارس 2020 بسبب بعض العادات الإجتماعية غير المنضبطه في الوقت الحالي، ذلك لوصول عدد الأصابات لأكثر من 30 عراقي في اليوم الواحد وهذا العدد لم تشهده المستشفيات العراقية من قبل، بسبب أقامة بعض حفلات الزواج، مراسم العزاء وحفلات أعياد الميلاد، والتي أدت إلى غلق بعض النواحي والمناطق، وهذا ما حدث على سبيل المثال في أحدى قرى ديالى وأحدى القرى التابعة لمحافظة أربيل، وبسبب أمتناع المواطنين عن حضر التجوال المفروض من قبل السلطات المعنية الذي حدث في منطقة الصدر في بغداد والشعله، أدت إلى أنتشار المرض بشكل كثيف وبالتالي تم عزل هذه المناطق بشكل كامل.

وتجدر الأشارة إلى أهمية القرارات التي اتخذتها حكومه أقليم كردستان بشأن الضبط الاداري ومنها تقطيع المناطق وعدم السماح بالتنقل من مكان لآخر، عن طريق فرض حظر التجوال سواء كان كلياً أو جزئياً هذا بدوره قد قلل من عمليه انتقال المرض، وهذا يؤكد ما أصدرته وزاره الصحه في الأقليم من تقارير تثبت أنه نسبة الاصابات قد أنخفضت مقارنة بفترة الانتشار الأول.

ولا يمكن الجزم أن التقارير التي تصدرها منظمة الصحة العالمية الخاصة بالعراق دقيقة بشكل قاطع، وذلك لاسباب مختلفه منها تخوف بعض المصابين من الذهاب إلى المستشفى بسبب نقص المعدات اللازمه في معظمها خاصة في المناطق النائية، وعليه فإن الأعداد الحقيقيه للاصابات قد لا تصل إلى المنظمة بالوقت والشكل الدقيق.

ولو تم مقارنة عدد حالات الاصابه في العراق مقارنة ببعض الدول العربيه فإنها تحت السيطرة (شكل 1)، بسبب أحكام السيطره على انتشار الوباء من جراء اتخاذ العراق وخاصه الاقليم بعض الاجراءات الحقيقية الصارمة للحد من تنقل المواطنين من مكان إلى آخر وهذا أدى بدورهِ إلى تقليل نسبة الاصابة وانتشارها.

ولو تم مقارنه عدد الاصابات في العراق مع بعض الدول المجاورة التي فقدت السيطرة على انتشار المرض (شكل 2) لوجدنا أنها تزيد عن العراق بنسبة كبيرة، حيث أن نسبة عدد أصابات تركيا إلى العراق حوالي (44%) أي أصابة 44 مواطن تركي مقابل أصابة واحد لمواطن عراقي، أما نسبة عدد أصابات أيران إلى العراق (53%)، قابل ذلك (5%) و(69%) حالة شفاء لمواطنين أتراك وأيرانين على التوالي مقابل العراق.2


شكل رقم (1): عدد الإصابات في بعض الدول العربية
شكل رقم (2): عدد الإصابات في العراق والدول المجاورة مثل أيران وتركيا

ولنقهر المرض لا بد من أتباع الارشادات والتعليمات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة العراقية للبقاء في المنازل، وقد كان لجامعة جيهان دور فعال لنشر التوعية الصحية لمواجهة هذا الوباء من خلال حملاتها الاعلانية على جميع مواقع التواصل الإجتماعي.

المصادر:1. الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمي على الرابط: https://www.who.int/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/situation-reports/2. موقع Worldometer للإبحاث العلمية على الرابط:https://www.worldometers.info/coronavirus/?