كيف سنخرج من صدمة الكورونا ؟
عادل حسين محمد
قسم هندسة الاتصالات و الحاسبات
جامعة جيهان-أربيل
بعد ما اخذتنا عاصفة الكرونا في دورانها المرعب والمخيف واصبح العالم جامدا دون حراك ، وصار من حولنا يصرخ ويصيح واجسادنا اصبحت ارقام بين مصاب او متعافي او ميت يجفن باكياس النايلون ويعطر بالمبيدات والمعقمات الصحية ويدفن في تابوته خشبي ولم ينظر الى عقيدته وديانته لكن اما يحرق أو يدفن في مقابر جماعية بعيدة عن ذويه واحبابه ولا توجد مراسيم الدفن والعزاء . وليس ذلك فحسب ولكن عشنا الوصف للاية الكريمة في قوله تعالى: (( يَومَ يَفرّ المَرء من أَخيه وَأمّه وَأَبيه وَصَاحبَته وَبَنيه لكلّ امرئ منهم يَومَئذ شَأنٌ يغنيه )) (عبس:34-37) . الكل يخاف أن يكون رقم تلك الأرقام.
فتجمدت الحياة و جميع الفعاليات الروتينية من عبادات وصلوات وحجيج وزيارات وكذلك الجامعات والكليات والمدارس . واصبحت الشوارع خالية والملاعب خالية وصالات الرقص والكازينوهات مهجورة و كأن الارض اصبحت غير ماهولة . ليس بسبب حروب او صواريخ ولاطائرات ودبابات ولاغير ذلك ، بل انة فايروس لايرى بالعين المجردة واخذ يحصد الارواح بالآلاف دون حساب ولا يميز بالألوان ولا بالأعراق ولا غني ولا فقير ولا رئيس ولاعبيد الكل عنده متساوي وياخذ نفس القدر من العذاب .
تعلمنا الكثير من هذا الوباء ، وسنترك الكثير ماكنا نعتقده كان صحيح ولكن هذه الايام كشفت السراب الذي كان يخدعنا من تقاليد وعبادات وتصرفات وأفعال مقصودة أو غير مقصودة ، وليس هذا فحسب في المحيط الذي يحيط بنا كله تغير من فتحة الاوزون وتعافيها الى الجلوس مع الاسرة ليس لساعات معدودة كما كانت الاسره تتمنى بل لايام واسابيع .السيارات والمعامل والطائرات وكل ملوث للهواء والارض والمياه انحصر وتقلص بسبب ذلك الوباء . وأصبح العلماء البيئة يشكرون كورونا بسبب قدرته على جعل العالم يتوقف دون حراك .
أدركنا اليوم ، ان النظافة هي الدرع الواقي الاول ، الاختلاط دون حذر له مخاطر ، والاستهانة بالأمور له عواقب ، عبادتك للخالق دون وسيط فهو الشافي والمعافي ، واخيرا ، اصبح الكل على قناعة بمراجعة ذاته مع نفسه وأسرته ومجتمعه وكيف ستكون التقاليد بعد كورونا .