كورونا و إعادة الحسابات

م.م.عبير جبار محمود
قسم الاعلام
جامعة جيهان-أربيل

يعد فيروس كورونا المستجد اليوم واحدا من أهم واخطر الفيروسات في تاريخ البشرية .. وبات اليوم واحدا من أهم العوامل المؤثرة التي عرفها التاريخ كونه أسهم في التغيير الاقتصادي و الاجتماعي والبيئي والفني وحتى السياسي للكثير من المجتمعات...

غير أن هذا الفيروس كشف للمجتمعات و لأصحاب القرار فيها عن الكثير من نقاط القوة والضعف التي تعاني منها قطاعات المجتمعات ومؤسساته المختلفة والتي تتطلب إعادة التفكير فيها ..

إذ أصبح واضحا لكل مجتمع ما هي الإمكانيات والقدرات الطبية البشرية والمادية في استيعاب مثل هذه الظروف الصحية الطارئة وفيما إذا كان هناك حاجة في إعادة النظر في البني الطبية ام لا؟.

وكذلك بات واضحا للمجتمعات إلى إي مدى يمكن إن نعتمد على القوى الأمنية لتنفيذ القوانين المتعلقة بالسلامة الصحية وضمان عدم مخالفتها او الخروج عنها، فضلا عن أهميتها في الحفاظ على امن واستقرار المجتمع..

كشف فيروس كورونا للمجتمعات عن أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي في التوعية والتوجيه المتعلق بإتباع التعليمات الوقائية .. فضلا عن أهميتها في التواصل مع الآخرين .

و بات واضحا لكل مجتمع أين يقع في الخارطة التكنولوجية الحديثة ، وما هي الإمكانيات التكنولوجية والالكترونية الحديثة التي يتمتع بها ويستطيع الاستفادة منها في مواصلة الحياة الكترونيا في مختلف مفاصل المجتمع وقطاعاته .

اظهر فيروس كورونا للمجتمعات مدى أهمية الاعتماد على الاكتفاء الذاتي في الصناعة والزراعة وغيرها من القطاعات الحيوية..

كشف فيروس كورونا للمجتمعات مستوى وعي وثقافة أفرادها والى إي مدى يمكن إن نعتمد على وعيهم وامتثالهم للتوجيهات و الأوامر في مواجهة أزمات وظروف طارئة صحية كانت او غير ذلك.

اظهر فيروس كورونا للمجتمعات القدرات والمهارات المختلفة التي يتمتع بها الإفراد.. والتي ظهرت بسبب ظروف الحجر الصحي والعزلة .

فيروس كورنا جعل المجتمعات و الإفراد يعيدون النظر مجددا في الكثير من الممارسات اليومية و الكثير من الأحوال و الأوضاع الاقتصادية و الأمنية والإعلامية فضلا البيئية والصحية وحتى الاجتماعية .

و أخيرا.. ربما يكون فيروس كورونا - ضارة نافعة – . فلا تنظر إلى نصف الكأس الفارغ بل انظر إلى نصفه المملوء ..