كورونا والتأثيرات الاقتصادية (عالمياً)
عبدالله احمد الجميلي
مرحلة ثالثة إدارة أعمال
جامعة جيهان-اربيل
في عالم يحكِمهُ الإقتِصاد وتتصارع المُدن الشرق اسيوية والعالم الإقتصادي لكي تنهض بإقتصادها و بناء أقوى البُنى التحتية ،ظَهرَ فيروس كورونا COVID-19 في الصينِ و إنتشرَ على نطاق واسع ،وعَصفت اثارهُ السلبية وتكاليفهُ الباهضة بكافةٍ قطاعات الأعمال و كُبريات الشركات في أنحاء العالم وفي اطار تحليلي للاقتصاد العالمي ، نقدم مجموعة من الحقائق التي تساعد على فهم التآثير الاقتصادي للوباء حتى الآن:-
"تضرر الأسهم العالمية "
حدثت العديد من التحولات في أسواق الأسهم من حيث بيع وشراء اسهم الشركات خصوصاً والتي اثرت بشكل كبير على المعاشات التقاعدية للمواطنين او حسابات التوفير للافراد .
في حين شهدت مؤشرات FTSE وداو جونز الصناعي و نيكي إنخفاضاً هائلاً منذُ بداية تفشي الوباء في 31/December -كانون الأول . و حقق مؤشري داو جونز و FTSE مؤخراً اكبر انخفاض لهما في يوم واحد منذُ عام 1987.
و يخشى المستثمرين من ان يؤدي تفشي وباء كورونا إلى تدمير النمو الاقتصادي العالمي و ان لا تكون الإجراءات الحكومية في كافة الدول كافية لوقف انتشار الوباء والتراجع الاقتصادي المستمر، و إستجابة لِهذا الوضع ، قررت البنوك المركزية في العديد من الدول خفض أسعار الفائدة بالاضافة الى اقرار مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون المساعدات المالية لمواجهة الوباء بقيمة 2 ترليون دولار لمساعدة العمال والشركات، هذا ويحذر المحللون الاقتصاديون من ان الأسواق قد تشهد تقلبات كبيرة إلى ان يتم احتواء الوباء ومن بين اهم اثار هذ التقلبات تزايد اعداد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات الحصول على إعانة البطالة ووصولها إلى مستوى قياسي في الولايات المتحدة.
في حين تعرضت الدول المعتمدة على السياحة مثل تركيا -ماليزيا و دول أخرى لِهبوط كبير و فراغ مفاجئ و اضرار مادية بالغة بالاضافة الى انهيار غير مسبوق في سوق بيع الهواتف الذكية ،و تراجع مصانع الصين في الإنتاج الصناعي و المبيعات و الاستثمار مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2019.
تأثرت ايضاً الاستثمارات الأكثر امناً مثل الحلي والمجوهرات بشكل هائل اذ يعتبر الذهب ملاذاً امناً للاستثمار في أوقات الاضطرابات ،اذ شهد سعر الذهب تراجع كبير بسبب خشية المستثمرين في هذا القطاع من الركود الاقتصادي العالمي، في حين تراجعت اسعار النفط بشكل لم يسبق له مثيل منذُ عام 2001 ، و يخشى المستثمرون ان الانتشار اللامحدود للوباء سيضرب الاقتصاد العالمي و الطلب على النفط بشكل كارثي في المستقبل، بالاضافة الى تأثيرات حرب أسعار النفط بين روسيا والمملكة العربية السعودية التي تعد من اهم تبعات تفشي الوباء على النطاق العالمي والتي تسببت بضرب اقتصاد العمل.
كما تأثر قطاع الطيران بشكل كبير بسبب التباعد الاجتماعي وتوقف حركة الطيران والي سيؤثر بدوره على مستقبل هذا القطاع الاستثماري في السنوات القليلة القادمة. بالاضافة الى ذلك تغير سلوك الافراد في العمل. .
وتشجع الولايات المتحدة وأوروبا حالياً شركاتها الاستثمارية على ترك الصين والعودة إلى بلدانهم والذي بدوره سيؤثر بشكل كبيرعلى الاقتصاد الصيني و العالمي ، ولحين ايجاد حل نهائي للازمة الحالية فان مستقبل الاقتصاد العالمي لايزال غامضاً مع عدم وجود اي بوادر لايجاد مصل او علاج فعال يقضي بشكل نهائي على الوباء العالمي .