كورونا فايروس، ومتطلبات التعاون الدولي

وعد شعبان اسعد
قسم العلاقات الدولية و الدبلوماسية
مرحلة الثانية - الدراسة المسائية
جامعة جيهان - اربيل

من المؤكد أن العلاقات الدولية تتأثر بالأزمات الدولية الحاسمة، ويعد تأثير هذا الوباء ليس اقل ماأثيراً من الحرب العالمية الأولى و التي ظهرت من ورائها المدرسة المثالية (ظهرت في مرحلة مبكرة كمفاهيم ولكن دعاتها ومفكروها قد ظهروا في مرحلة مابعد الحرب العالمية الأولى) وهي مدرسة تركز على السلم العالمي,واحترام الرأي العام ,ودور القانون الدولي العام في ضبط العلاقات بين الدول. و أيضا ليس اقل من تأثير الحرب العالمية الثانية والتي نشأت من ورائها المدرسة الواقعية وهدفت إلى دراسة وفهم سلوكيات الدول والعوامل المؤثرة في علاقاتها بعضها مع بعض.

لقد شكل وبائ كورونا أزمة صحية غير مسبوقة في التاريخ الصحي و السياسي الحديث ليضع دول العالم امام تحديات كبيرة لها تداعياتها على العلاقات الدولية حيث أصاب فيروس كورونا أكثر من 2800000 وأودى بحياة نحو 200000 شخص، وفق أرقام نقلتها وكالات الأنباء عن الجهات المعنية حول العالم. وفيما يخص التداعيات الجيوسياسة لقد فرض الوباء وسرعة انتشاره على العالم عزلة داخلية وخارجية، حتى أن مهمة الجيوش الوطنية الأولى أصبحت محصورة في فرض الإقامة الجبرية على السكان داخل البيوت منعا للاحتكاك بهدف تقليل الإصابات. ولا يمكن حصر التداعيات الاقتصادية بسهولة، فمن المتوقع أن يدخل الاقتصاد العالمي أزمة جديدة مع استمرار تصاعد الأزمة، فقد توقع خبراء أن يتكبد الاقتصاد العالمي خسائر تفوق مئات مليارات دولار بسبب هذه الجائحة.

من هنا لا بد أن تدعم الأمم والدول بعضها بعض لمواجهة هذه الجائحة، إذ لايتمكن دولة واحدة بمفردها من مواجهتها وبمعزل عن الدول الأخرى بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية.

بإمكان الدول أن تساند بعضها من خلال اتباع سلسلة من إجراءات والسلوكيات على مستوى الدولي كي تتشكل تعاون عالمي بين دول جنوب الكرة الأرضية وشمالها، وذلك من خلال ما يلي:-

أولا: من المفروض وضع كل الخلافات الدولية جانبا بغض النظر عن حجمها وإلحاحها وأهميتها، والتركيز فقط في القضاء على الوباء الذي يطال الآن الغالبية الساحقة من دول العالم.إذ لا يجوز أن تسيطر السلوك المزاجي الذاتي من قبل دولة ما لأي دولة على التعاون الدولي.

ثانيا: التعاون الطبي الدولي، لاختراع لقاح لهذا الوباء. محاولات الدول في هذا الاتجاه هي فردية فكل من ألمانيا وروسيا وكندا وإيران وأمريكا وفرنسا والصين ودول أخرى توظف مراكز أبحاثها الصحية والطبية لاختراع عقار يقي البشر من كورونا، وهي تحاول جاهدة الوصول لهذا الاختراع قبل غيرها لتسجيل السبق والأفضلية لها، تاركة الجهود المشتركة الدولية في هذا السياق جانباً.

ثالثا: تسهيل الحركة التجارية وإعطاء تأشيرات الدخول للكوادر الطبية بين البلدان، وضمان نقل سلس للأجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية بين جميع دول العالم.