جائحة كورونا...العبر والدروس
امانج علي عثمان
العلاقات الدولية والدبلوماسية
جامعة جيهان – اربيل
خسائر انتشار جائحة كرونافايروس على البشرية وأكثرية دول وشعوب العالم كانت عديدة وقاسية بالرغم من تفاوت نسب الضرر كما ونوعاً ؛ ولعل الضرر في الخسائر البشرية والاقتصادية كان الابرز والاعظم ؛ ومن بعدهما اضرار جسيمة في قطاعات التعليم والصحة والقضاء والأمن والبيئة .
الملاحظة التي أود أن أشير إليها هنا هي : " ما الدروس التي تعلمناها من جائحة كرونا؟" ؛ وهل يعقل ان تمر هذه التجربة القاسية بدون تعلم دروس يقوي من فاعلية الشعوب في مواجهة تحديات الفايروسات والازمات والمشاكل المعروفة والمتوقعة وغير المعروفة وغير المتوقعة ؛ نعم كرونا فايروس كارثة غير معروفة وغير متوقعة على المستوى العام؛ وان كانت هناك دراسات وتنبؤات في اطار ضيق عند بعض المختصيين بشؤون الفايروسات والحروب الجرثومية .
اذاً لا بد من من استخلاص دروس مهمة ؛ أهمها : اولاً- التمسك بقوة العلم ؛ وبطرق التحليل العلمي لتشخيص الكوارث قبل وقوعها من أجل احتوائها والقضاء عليها . ثانيا- التمسك بالعائلة وبقوة التعاون بينها وبين الافراد والجماعات لانه السبيل الافضل لاحتواء الكوارث والقضاء عليها ؛ ولا مجال لاختلاف وجهات النظر ؛ واختلاف المراجع الدينية والمذهبية والفكرية والسياسية في عملية تنظيم التعاون من اجل تطبيق برامج المواجهة والانتصار على تحديات البيئة والفايروسات وغيرهما من التحديات التي تواجه البشرية. الدرس الثالث - العودة السريعة لتدعيم النظام الاسري في المعيشة والتعليم والانضباط العائلي لان الاسرة المنضبطة الواعية الفاعلة هي نواة المجتمع المنضبط الواعي القادر على المواجهة والصمود والتغلب على الكوارث الطبيعية او تلك التي يصنعها الانسان.
تدعيم الاسرة يكون من خلال تدعيم قوانين واجرءات الضمان الصحي والاجتماعي ؛ وتدعيم نظام التعليم والصحة والوقاية ؛ وتقليل نسب البطالة وإشباع جميع الحاجات الاساسية للفرد ؛ هكذا نستعد لمواجهة التحديات ومن بعد ذلك نتوكل على الله ؛ فلا يجوز ان نتوكل على الله بدون استعداد مادي وعلمي، يبدأ من الاسرة، مروراً بالمجتمع المحلي الكبير، وانتهاءً بالإنسانية جمعاء.