تهديد استقرار المجتمعات بالشائعات حول فايروس كورونا المستجد
م.م.عبير جبار محمود
قسم الاعلام
جامعة جيهان-أربيل
لقد بات واضحا ان انتشار الشائعات الالكترونية بصورة واسعة في المجتمعات هو احدى سمات الثورة التكنولوجية وابتكار التقنيات الحديثة اذ اصبح العالم اليوم ليس فقط مجرد شاشة صغير بل بات شاشة صغيرة بين يديك تنتقل معك اينما شئت ووقت ما شئت ..ربما تنام وتستيقظ تكون اخر ما رأته عيناك تلك الشاشة الصغيرة ..
وممالا شك فيه ان الفيس بوك اصبح اليوم واحدا من اهم منصات الاعلام الجديد في سرعة نقل الخبر صوتا وصورة فضلا عن ميزة هامة تضاف اليه وهي التفاعلية في نفس لحظة نشر الخبر والمعلومة وهذه التفاعلية يقصد بها انه اصبح اليوم الجمهور ليس فقط متلقي للرسائل الاعلامية بل اصبح مرسل في ذات الوقت .اذ اصبح بامكان اي فرد في المجتمع نشر مايريد من اخبارواحداث ومضامين ربما قد لاتكون صادقة ودقيقة وهذا ما نسمية بالشائعات الالكترونية التي هي مجرد خبر او معلومة لا اساس لها من الصحه وتهم اغلبية الجمهور وتؤثر في حياتهم ومعنوياتهم تاثيرا واضحا تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها الفيس بوك..اذ يوجد الكثير من الصفحات التي تتسارع بنشر الكثير من الاخبار والمعلومات من غير التثبت من صحتها او دقتها لاسباب ربما تكون دعائية او لزعزعة النظام المجتمعي واثارة القلق والخوف والذعر بين الناس..اذ ان الاشاعة استفادت اكثر من اي وقت مضى من وسائل الاتصال والتواصل الحديثة .
وعلى الرغم من ان الشائعات لاتعتبر من الظواهر الحديثة في عالمنا المعاصر ،كونها ضلت ملازمة لتطور المجتمعات والدول على مر العصور ،فانها باتت في وقتنا الراهن من اخطر الاسلحة التي تهدد المجتمعات في نظمها الاجتماعية والسياسية والصحية والاقتصادية وحتى العقائدية.
وعادة ما تنتشر الاشاعات في ظل الازمات واوقات وقوع الحوادث والكوارث اذ ان الناس عادة يكونون تحت ظرف نفسي سيئ وسرعان ما يصدقون اي خبر او معلومة كان دون التاكد من مصداقيته.
اذ سابقا كان يتم تناقل الشائعات شفويا غير ان الشائعات الالكترونية اصبحت اكثر احترافية اذ يمكن لمروجيها التلاعب بالمعلومات وارفاق ادلة هي بذاته كاذبة .وكما هو معروف لدى الجميع ان الحالة النفسية عنصرا هام ليس فقط في شفاء المريض بل عنصرا هام في الكثير من الانتصارات والحروب سواء قديما ام حديثا..حيث ان الشواهد التاريخية تدل على مدى اهمية وتاثير الحرب النفسية في تحقيق الانتصارات والاشاعة هي اداة فاعلة في ذلك حيث ان الحربان العالميتان الاولى والثانية كانت حرب اشاعات بالدرجة الاولى
فمثلا انتشرت في الحرب العالمية الاولى الاشاعات والقصص التي تقول ان الالمان يقطعون ايدي الاطفال وانهم يرمون جثث الموتى في الماء المغلي ويصنعون منها الصابون وفي الجانب الالماني كانت تنتشر اشاعات تقول ان الحلفاء يستخدمون الغوريلات المتوحشة من افريقيا واسيا في الحرب.
وفي الحرب العالمية الثانية ايضا اسس هتلر وزارة الدعاية السياسية وعين عليها جوزيف غوبلز صاحب عبارة (اكذب اكذب حتى يصدق الاخرون)ومعظم الشائعات كانت تشمل تضخيم حجم القوة العسكرية الالمانية بان لديها قذائف تحول الناس الى بخار.
ونحن اليوم نواجه نوعين من الفايروسات الاول هو فايروس كورونا المستجد والاخر فايروس الشائعات السلبية ..
حيث نجد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالمعلومات والاخبار التي لااساس لها من الصحة او فيها الكثير من المغالطات العلمية او الصحية حول فايروس كورونا المستجد غير ان منظمة الصحة العالمية تقوم بالرد على تلك الشائعات الكاذبة من خلال صفحتها الرسمية على الفيس بوك بصورة بوسترات او نشر وتصيح للمعلومات والاخبار حول هذا الفايروس كونها تدرك مدى تأثير تلك المعلومات والاخبار الغير صادقة والغير علمية على نفسية و عقلية المتلقي ، فربما يثير الشعورلديهم بالذعر والخوف او توجبههم وتوعيتهم بشكل خاطئ لايجدي نفعا في الوقاية والحماية من الفايروس. ومن امثلة ذلك:
وكذلك سارعت منظمة الصحة العالمية على صفحتها الرسمية بتصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بفايروس كورونا المستجد والتي يتداولها ويصدقها اغلبية الجمهور ومنها:-
يمكن أن ينتقل فيروس مرض كوفيد-19 في المناطق التي يكون المناخ فيها حارا ورطبا1-
من خلال البيّنات المتوافرة لحد الآن، يمكن انتقال فيروس مرض كوفيد-19 في جميع المناطق، بما فيها المناطق ذات الطقس الحار والرطب. وكيفما كان المناخ، اتخذ التدابير الوقائية إذا كنت تعيش في منطقة أُبلغ فيها عن حالات عدوى بكوفيد-19 أو تنوي السفر إليها. ولعل أفضل طريقة لحماية نفسك من الإصابة بمرض كوفيد-19 هي المواظبة على غسل يديك. فبواسطة ذلك، يمكنك التخلص من الفيروسات التي قد تكون عالقة بيديك وتتجنب بالتالي العدوى المحتمل حدوثها إذا لمست عينيك أو فمك أو أنفك.
2-هل مجففات الأيدي (المتوافرة في المراحيض العامة مثلا) فعالة في القضاء على فيروس كورونا المستجد خلال 30 ثانية؟
كلا، مجففات الأيدي ليس فعالة في القضاء على فيروس كورونا المستجد. لحماية نفسك من الفيروس الجديد يجب المداومة على تنظيف اليدين بفركهما بواسطة مطهر كحولي أو غسلهما بالمادء والصابون. وبعد تنظيف اليدين يجب تجفيفهما تماماً بمحارم ورقية أو بمجففات الهواء الساخن.
3-هل يمكن إعادة استخدام الكمامات من فئة N95؟ وهل يمكن تعقيمها بواسطة معقم اليدين؟
كلا، لا ينبغي إعادة استعمال كمامات الوجه، بما فيها الكمامات الطبية المسطحة أو الكمامات من فئة N95 . إذا كنت تخالط شخصاً مصاباً بفيروس كورونا لجديد أو بعدوى تنفسية أخرى، فإن مقدمة الكمامة تعتبر ملوثة بالفعل. ينبغي إزالة الكمامة دون لمسها من الأمام والتخلص منها على النحو السليم. وبعد نزع الكمامة، ينبغي فرك اليدين بمطهر كحولي أو غسلهما بالماء والصابون.
4-هل تقضي مصابيح التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية على فيروس كورونا الجديد؟
ينبغي عدم استخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية لتعقيم اليدين أو أي أجزاء أخرى من الجلد لأن هذه الأشعة يمكن أن تسبب حساسية للجلد.
لحماية نفسك من فيروس كورونا الجديد، تعرّف على جميع التدابير التي يمكنك تطبيقها. لمزيد من التفاصيل، انظر هذا الرابط الخاص على الموقع الإلكتروني للمنظمة:
https://www.who.int/ar/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/advice-for-public
ولان الحقيقة عدو الشائعة ينبغي على كل فرد الالتزام بنشر المعلومات الصادقة وتوخي الدقة في النشر سواء كانت هذه المعلومات صحية وتوعوية او معلومات عن احداث واحصائيات الاصابات وغير ذلك مما يتعلق بفاروس كورونا المستجد..
فلابد من محاولة للكشف عن مصداقية الاخبار والمعلومات التي نتلقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل التصديق بها او اعادة نشرها والترويج اليها وذلك من خلال :-
- النظر الى مصدر الخبر.
- المصادر الداعمة للخبر او المعلومة .
- اسال الخبير المختص .
- راجع تاريخ النشر .
واخيرا حاول ان لاتكون واحدا من ثلاثة : فالاشاعة:-
¢ يؤلفها الحاقد،
¢ وينشرها الاحمق،
¢ ويصدقها الغبي.