تدابير إحترازية للحد من انتشار فايروس كورونا في إقليم كردستان

الطالب ياسر ثامر حازم
قسم القانون
جامعة جيهان-اربيل

القانون هو اساس تنظيم الدولة, ابتداءا من المسائل المتعلقة بالافراد و صولا الى السلطة, فهو احد اركان تنظيم حياة الانسان في المجتمع, و من هنا يبرز دور السلطة التنفيذية في اقليم كردستان بأستخدام القانون كأحدى وسائل السيطرة على انتشار فيروس كورونا الى جانب العديد من التدابير الاخرى, فبعد وصول فيروس كورونا الى اقليم كردستان سارعت حكومة الاقليم لاتخاذ التدابير الوقائية الازمة للحد من انتشارها على نطاقا واسع بين افراد المجتمع في اقليم كردستان و العراق.

حيث اصدرت وزارة الداخلية في الاقليم مجموعة من التعليمات و القرارات التي لها طابع القسر و الاجبار, استنادا الى مبادئ حفظ الامن الوطني و احكام قانون العقوبات رقم ١١١لسنة ١٩٦٩ المعدل المادتين ( 368و 369)*, نظمت مسائل الحجر الصحي و حضر التجول التام و الجزئي, لأبقاء الناس في منازلهم و منع التجمعات و الازدحامات البشرية حفاظا على ارواحهم من التقاط العدوى خاصة بعد ان اثبت الفايروس سرعة و سهولة انتشاره بين الناس منذ اول ظهور له في ووهان- الصين.

كانت التدابير الاحترازية و الوقائيةالتي اتخذتها حكومة اقليم كردستان بحاجة الى وعي افراد المجتمع بمدى خطورة المرض لأحترامها و الالتزام بها, لذلك اصدرت وزارة الصحة العديد من التعليمات الوقائية الصحية و معلومات احصائية يوميا بكافة الوسائل الاعلام المتاحة لتوعية المجتمع بالضرر الذي سيسببه الفيروس اذا ما خرج عن السيطرة, بهدف دفعهم الى الالتزام بالتعليمات و القرارات التي اصدرتها وزارة الداخلية.

حيث أكد عدد من العلماء ان الفايروس يحتاج لمدة 5 ايام على الاقل لتظهر اعراضه, بينما ذكرت منظمة الصحة العالمية بأن مدة حضانة الفيروس هي 14 يوما, و ذهب الباحثون الى تحديد فترة حضانة بفترة زمنية اطول قد تصل الى 24 يوما. تكون اعراض فايروس كورونا المشابهة لأعراض امراض اخرى لفايروسات من نفس سلسلة فيروس كورونا و حذرت منظمة الصحة العالمية كبار السن و مرضى القلب و السكري و الربو من الفيروس, حيث ان الفايروس قد يتسبب الالتهاب الرئوي و متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد و قصور في وظائف اعضاء الجسم.

ان عدم التزام المواطنين بالتعليمات و التدابير الاحترازية و الوقائية يثقل كاهل القوات الامنية و الطواقم الطبية اكثر فاكثر, و مما يزيد من مخاوف انتشار الفايروس هوعدم كفاية الطواقم و المستلزمات الطبية و المستشفيات اللازمة لليسطرة على هذا المرض اذا ما انتشر بشكل كبير كما حدث في البلدان الاخرى, فلو نظرنا الى الولايات المتحدة على سبيل المثال كونها دولة ذات اقتصاد قوي مع ذلك فأن طواقمها الطبية تعاني و تضطر يوميا الى منح اولوية لمرضى على حساب مرضى اخرين, لعدم كفاية اجهزة التنفس , هذا بالاضافة الى عدم قدرتها على ادراك كل المصابين و عدم جهوزيتها لأختبار كشف الفيروس لأعداد كبيرة من الناس, و لا تزال الاختبارات للكشف عن علاج لهذا المرض مستمرة و لم تصل الى نتيجة, فالعلاج الذي يستخدم حاليا في المستشفيات هي عبارة الاجراءات الاساسية لأبقاء جسم المريض قادرا على أداء وظائفه الحيوية لحين إكتمال قدرة جهازه المناعي لمقاومة الفيروس, و هذا حال جميع بلدان العالم التي طالها شبح فيروس كورونا, فد تجاوز عدد الوفيات بسبب هذا الفيروس ال 81 الف حالة وفاة.

فكيف الحال اذا ما توسع انتشار هذا الفيروس بين افراد المجتمع في اقليم كردستان, لذى يتوجب على المواطنين ملازمة منازلهم و الامتثال للتعليمات و القوانين, لحماية انفسهم و احبائهم, حضر التجوال انما هو مرحلة مؤقت, ستمضي فلتمضي بأقل خسائر ممكنة.

*:- 1- المادة رقم(368)- ( یعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات كل من ارتكب عمدا فعلا من شأنه نشر مرض خطير مضر بحياة الافراد فإذا نشأ عن الفعل موت انسان او اصابته بعاه مستديمة عوقب الفاعل بالعقوبة المقررة لجريمة الضرب المفضي الى الموت او جريمة العاهة المستديمة حسب الاحوال) .

2- المادة رقم (369)- (يعاقب بالحبس مدة خمس عشرة سنة او بغرامة لا تزيد على مائة دينار كل من تسبب بخطئه في انتشار مرض خطير مضر بحياة الافراد. فاذا نشأ عن الفعل موت انسان او اصابته بعاهة مستديمة عوقب الفاعل بالعقوبة المقررة لجريمة القتل خطأ اوجريمة الإيذاء خطأ حسب الأحوال) .