العدوى المالية وعدوى فايروس كورونا علاقة متبادلة

د.موفق احمد علي
قسم العلوم المالية والمصرفية

جامعة جيهان – اربيل

تعني العدوى الانتقال السلبي للحالة من المصاب إلى السليم بالاتصال المباشر وغير المباشر من خلال قنوات متعددة.

وقد يرى البعض أن العدوى مقتصرة بالدرجة الأساس على الجانب الصحي فقط، وهذا ناجم عن ان العدوى تأتي من الوباء كما هو الحال اليوم بالنسبة لفايروس كورونا.

وينتج عن العدوى والانتشار السريع للظاهرة حالة من الفزع والرعب كما هو حاصل في العالم هذه الايام.

إلا أن مصطلح العدوى قد استعمل في مجالات أخرى ولا سيما في مجال الأزمات الاقتصادية والمالية بشكل واسع، وذلك لان الأمر مرتبط بأعراض وأسباب تشير إلى انتقال الظاهرة السلبية (الأزمة) من اقتصاد أصيب بها إلى آخر كان سليما قبل العدوى وينتشر هذا الأمر إلى الآخرين الأصحاء تماما كما يحصل اليوم في العالم.

والملفت للأمر هذا الوقت هو ان عدوى فايروس كورونا في العام الحالي 2020 كانت ولا تزال قاسية صحيا على المجتمعات المختلفة على الصعيد الدولي وخلقت أزمات اقتصادية ومالية عديدة انتشرت هي الأخرى بطريقة العدوى بين هذه المجتمعات. وبهذا كانت العلاقة متبادلة بين العدوى الصحية لفيروس كورونا والعدوى المالية لاقتصاديات الدول.

ونتيجة لذلك بدا المختصون والمعنيون بالموضوع وحتى عامة المثقفون بطرح وجهات نظر وسيناريوهات اجتماعية وسياسية واقتصادية وحتى عسكرية متعددة متقاربة احيانا ومختلفة احيانا اخرى، وكلها تكهنات واجتهادات منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي (تفاؤل او تشاؤم).

عليه نرى ان العديد من البحوث والدراسات والتحليلات التي تصدر عن مراكز متخصصة بدات فعلا حول موضوع الازمة الحالية بجانبيها الصحي والاقتصادي من منطلق الواقع الدولي الذي هو عليه العالم اليوم وما يمكن ان يكون مستقبلا.

اننا نرى ان الامر ليس سهلا ولكن المؤكد ان الحياة ستستمر ما دامت مقوماتها الاساسية متوفرة وستكون هذه الاحداث لاحقا تاريخ موثق ،لا نراه، سيطول كما مر به العالم من احداث وحروب عالمية استغرقت سنوات ثم انتهت واصبحت تاريخا.