التعافي الاقتصادي من فايروس كورونا
د.مجيب حسن محمد
قسم العلوم المالية والمصرفية
جامعة جيهان – اربيل
ربما يستطيع العالم بعد فترة وجيزة القضاء على فايروس كورونا من الناحية الصحية نتيجة لمجموعة الإجراءات العلاجية والوقائية التي يتحشد العالم كله لتحقيقها، الا ان الامر الواقع هو الآثار الاقتصادية وفترة التعافي التي يحتاجها الاقتصاد العالمي للتخلص من الآثار الاقتصادية للوباء، وفي هذا الصدد هناك ثلاث سيناريوهات لفترة التعافي وهي:
السيناريوV وهو السيناريو المتفائل الذي يعني أن فترة الصعود والتعافي تشبه الحرف V حيث سيتخذ المسار الاقتصادي شكل الجزء الصاعد من الحرف اي ان التعافي سيكون سريعا.
السيناريو الواقعي: والذي يأخذ شكل الحرف U اي ان فترة التعافي والصعود تحتاج إلى فترة معينة وهو السيناريو الأكثر واقعية.
السيناريو المتشائم: وهو السيناريو الذي يأخذ شكل الحرفL اي ان الجزء الممتد أفقيا من الحرف ليس له حدود زمنية معينة.
وعلى الرغم من هذه السيناريوهات فإن الشئ المؤكد هو ان حزمة السياسات والإجراءات الواجب الالتزام بها من قبل الحكومات والأفراد على حد سواء هي العودة إلى تطبيق ما يسمى (اقتصاد الكفاف)، اي استهلاك الحدود الدنيا من السلع والخدمات العامة واجراءاته اللازمة للبقاء على الحياة وهذه السلع لها الأولوية في (سلم ماسلو)، واذا ما تم تطبيق هذه الاستراتيجية فإن الاقتصاد على مستوى الدول او الافراد سيتعافى بشكل اسرع عندما يتخلص الأفراد والمجتمعات من الرغبة الجامحة في الاستهلاك المفرط، وتعود البشرية إلى كنز القناعة وهي تردد ( والنفس راغبة اذا رغبتها ... واذا ترد إلى قليل تقنع).